الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة أثناء تسلمها جائزة "سيزار" لأفضل فيلم وثائقي: هكذا انتفظت كوثر بن هنية في وجه الكـ.يان الإسـ.رائيلي وطالبت بوقف إطـ.لاق النار بغـ..زة

نشر في  24 فيفري 2024  (12:05)

وجَهت المخرجة التونسية كوثر بن هنية والممثل الفرنسي البلجيكي آرييه فورتالتير خلال تسلم كل منهما جائزة "سيزار" في نسختها الـ49 بباريس  الجمعة، دعوة لوقف إطلاق النار في غزة.

وقالت المخرجة التونسية صاحبة فيلم "بنات ألفة" أمام جمع من المخرجين والمنتجين السينمائيين والممثلين في الدورة التاسعة والاربعين من ليلة السيزار لأفضل الأفلام السينمائية التي نالت فيها جائزة سيزار لأفضل فيلم وثائقي من الاكاديمية الفرنسية وبثته قناة canal+  إن "وقف قتل الأطفال أصبح مطلبا جذريا".

وشدّدت المخرجة البالغة 46 عاما على أن "المذبحة يجب أن تتوقف" في غزة. وأضافت: "إنه أمر فظيع جدا ولا يمكن لأحد أن يقول إنه لم يكن يعرف. إنها أول مذبحة تُنقل على الهواء مباشرة على هواتفنا".

وكان فيلم "بنات ألفة" الذي يتناول حياة امرأة تونسية تواجه انزلاق اثنتين من بناتها نحو التطرف والإرهاب شارك في مسابقة مهرجان كان الأخير.

وتعيد بن هنية في هذا الفيلم الذي تبلغ مدته 110 دقائق ويمزج بين الوثائقي والدرامي الى السطح قضية استدراج التنظيمات الإرهابية للشباب وتشجيعهم على السفر للقتال في بؤر التوتر، وهو واحد من الملفات الساخنة التي شغلت الرأي العام في تونس خلال العشرية الأخيرة. ويبحث القضاء حالياً بعمق في هذا الملف، وقد أوقِف بشبهة التورط فيه عددٌ من قيادات حزب "حركة النهضة" الإسلامي والأمنيين والمسؤولين السابقين.

 يسرد الفيلم قصّة أمّ لأربع بنات غرّر الإرهاب باثنتين منهم هما غفران ورحمة (رحمة من مواليد 1998، وغفران 1999)، ظهرت عام 2016 في برنامج تلفزيوني لتروي تفاصيل استدراج ابنتيها من طرف إرهابيين.
 
استبشرت الأمّ خيراً في البداية كما روت حينها لوسائل الإعلام، بارتداء ابنتيها الحجاب. كانت تعتقد حينها أنه سيحميهما من الانحراف ومن نظرات المجتمع، خصوصاً أنهما كانتا وقتها مغرمتين بالرقص ثم بمجموعات من "عبدة الشيطان".
 
لكن استبشار الأمّ وسعادتها، وهي القادمة من وسط شعبي فقير، لم يستمرا طويلاً، إذ اكتشفت أنّ ابنتيها غُرّر بهما في غفلة منها، لتصبحا في ما بعد من بين المدرجين على لوائح المطلوبين من وزارة الداخلية التونسية بتهمة الإرهاب.
 
من الغيتار إلى التشدد
 تحدثت الأمّ عن التغيير الكبير الذي طرأ على سلوك فتاتيها، وقبل أن تصبحا متطرفتين، كانت المراهقة رحمة عازفة غيتار، بينما كانت الاثنتان لا ترتديان الحجاب أصلاً، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" حينها.
 
أصبحت رحمة البالغة من العمر حينها (17 عاماً) زوجة لنور الدين شوشاني المقاتل المهم في "داعش"، والذي يعتقد أنه قُتل في غارة أميركية في صبراتة الليبية. أما غفران فكانت متزوجة من داعشي قُتل جراء الهجوم قبل 6 أشهر من ولادتها طفلها.
 
التحقت رحمة في البداية بخيمة "دعوية" كعشرات الخيام التي انتشرت في تونس في تلك الفترة. لم يدر بخلد الوالدة حينها أنّ تلك الخيمة ستغير مجرى حياة ابنتها الأولى ثم الثانية. بعد رحمة التحقت غفران بالخيمة وتغيّر سلوك المراهقتين اللتين ارتدتا الحجاب وصارتا تتبنيان خطاباً تكفيرياً يحرّم الموسيقى والاختلاط بالرجال أو مصافحتهم على سبيل المثال.
 
حاولت الشقيقتان اقناع أختيهما الصغيرتين بترك المدرسة لأنّها "علمانية"، ثم ذهبتا إلى حدّ وضع علم "داعش" في عرفتيهما، وجلبتا كتباً تكفيرية وطلبتا من والدتهما ارتداء "الزي الإسلامي".
 
روت الأمّ حينها كيف أنها فقدت السيطرة على ابنتيها وصارت تشعر بالخوف على الأخريين، فقررت أن تنتقل للعيش في ليبيا علّها تنجح في إنقاذهما، لكن ابنتها رحمة فرّت من البيت بعد 3 أشهر والتحقت بتنظيم إرهابي.
 
الهروب إلى السجن!
بعد عودتها الى تونس أبلغت الأمّ قوات الأمن بقصّة ابنتيها، وكيف أنّ غفران كانت تنوي الالتحاق بشقيقتها، ورغم ذلك لم يتمّ التصدّي للأمر بجدّية. وبعد سلسلة تحقيقات خضعت لها الأسرة، نجحت غفران في الفرار إلى ليبيا، والالتحاق بالتنظيمات المتشددة.
 
لم تكن رحلة سفر الأم ألفة وابنتيها إلى مدينة كان الفرنسية سهلة، وفق ما صرحت به لوكالة الأنباء الرسمية التونسية، رغم استيفاء كل المتطلبات، رغم أن السجل الأمني للأختين رحمة وغفران ظلّ يلاحق العائلة.

تقبع رحمة وغفران حالياً في السجن في ليبيا، وتقول بن هنيّة إنها تتمنى أن تقوم السلطات التونسية بإنقاذ طفلة إحداهما (8 سنوات)، وهي تعيش مع والدتها بالسجن منذ كان عمرها 5 أشهر.